عالم متنوع

مسلسل “أمي” السعودي: دراما إنسانية تُعيد تعريف الأمومة وتكشف وجوه العنف الأسري

مقدمة

برز مسلسل “أمي” السعودي كأحد أهم الأعمال الدرامية في عام 2025، إذ اجتذب الجمهور بفضل قصته المؤثرة ورسائله الاجتماعية. منذ عرضه الأول، لفت العمل الانتباه على منصات المشاهدة وبرامج التواصل، لأنه يتعامل بصراحة مع قضايا حسّاسة تخص الأطفال والأمومة.

قصة المسلسل

تروي الأحداث حياة الطفلة بسمة، التي تبلغ سبع سنوات، وتعيش في بيئة عائلية قاسية تتعرض فيها للإهمال وسوء المعاملة من زوج والدتها. مع تزايد معاناتها، تصبح المدرسة الملاذ الآمن الوحيد لها.

هناك، تلاحظ المعلمة مريم علامات الخوف على بسمة. بالتالي، تبدأ مريم بالبحث عن طريقة لمساعدة الطفلة، وتتطوّر العلاقة بينهما إلى رابط عاطفي يشبه علاقة الأم بابنتها. وهكذا يقدّم المسلسل صورة مؤثرة عن كيفية تدخل شخص رحيم لتغيير مسار حياة طفل متألم.

النسخة الأصلية والاقتباس

يُعد “أمي” نسخة سعودية من الدراما التركية “Anne”، التي استُوحت هي الأخرى من العمل الياباني “Mother”. مع ذلك، أعاد المنتجون صياغة القصة لتلائم السياق المحلي، فاستخدموا حوارات وبيئات أقرب إلى الواقع السعودي، مما جعل المسلسل أكثر قربًا للمشاهد المحلي.

طاقم العمل

شارك في العمل مجموعة من أبرز الوجوه الدرامية السعودية، منهم:

  • العنود سعود بدور المعلمة مريم، وقدمت أداءً هادئًا وحساسًا.
  • رنا جبران في دور سهام، جسدت صدامات نفسية عميقة بشكل مقنع.
  • تركي اليوسف وسناء بكر يونس ونايف الظفيري وفايز بن جريس وأسمهان توفيق، الذين أضافوا ثقلًا دراميًا إلى الأحداث.
  • كذلك، خطفت الطفلة ترف العبيدي الأنظار بأداءٍ طبيعيٍ ومؤثر في دور بسمة.

مواعيد العرض وعدد الحلقات

عرض المسلسل لأول مرة في 4 مايو 2025 على شاشة قناة MBC1، واحتفظ بمكانه أيضًا على منصة شاهد الرقمية. يُعرض المسلسل من الأحد إلى الخميس، ويبلغ إجمالي حلقاته نحو 90 حلقة، مما منح كاتب السيناريو مساحة لتفصيل الشخصيات وبناء التوتر الدرامي.

القضايا التي يناقشها العمل

يتناول المسلسل، بخط درامي واضح، عدة محاور اجتماعية مهمة:

  1. العنف الأسري ضد الأطفال
    المسلسل يعرض التأثير النفسي العميق لسوء المعاملة، ويعرض بالتفصيل كيف يمكن أن تتشوه شخصية الطفل إذا غابت الحماية والرعاية.
  2. الأمومة كقيمة تتخطى النسب
    من خلال علاقة المعلمة مريم مع بسمة، يبرز المسلسل أن الأمومة تتجسد في السلوك والاهتمام والوفاء، وليس فقط في الولادة البيولوجية.
  3. دور المدرسة والمجتمع
    يبيّن العمل أن المعلمين والمحيط المجتمعي قادرون على التدخّل الإيجابي وإنقاذ طفل من حلقة العنف، شرط أن يكون هناك وعي واستجابة سريعة.
  4. صراعات المرأة وضغوطها
    عبر شخصية “سهام” يقدم العمل لمحة عن الضغوط النفسية والاجتماعية التي تواجه بعض الأمهات، وكيف تنعكس هذه الضغوط على سلوك الأطفال.

ردود الفعل الجماهيرية والنقدية

تفاعل الجمهور بشكل واسع مع المسلسل فور إطلاقه، لا سيما المشاهد التي تجمع بين مريم وبسمة، لأن المشاعر ظهرت بصدق. كما نال أداء ترف العبيدي إشادة لتمكنها من نقل الألم والخوف برهافة. علاوة على ذلك، أشاد كثير من المشاهدين بتجسيد رنا جبران لشخصية معقدة ومتوترة، مما عزّز من قوة العمل إجمالًا.

الخلاصة

باختصار، يقدم مسلسل “أمي” تجربة درامية متكاملة: قصة مؤلمة إنسانيًا، أداء تمثيلي قوي، ورسائل توعوية مهمة. ورغم أنه عمل مقتبس، استطاع أن يستثمر الفكرة الأصلية ويمنحها طابعًا محليًا ملموسًا، فصار عملًا يستحق المتابعة والنقاش المجتمعي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى