محمد العلي… نجم غيّر ملامح الدراما السعودية وصنع حضورًا لا يُنسى

محمد العلي… أيقونة الدراما السعودية وصوت الريادة الفنية
يُعدّ محمد العلي واحدًا من أبرز الوجوه التي أسهمت في صناعة الدراما السعودية وتطويرها منذ بداياتها. وبرغم رحيله المبكر، إلا أن بصمته ما زالت واضحة في ذاكرة الجمهور، وذلك بسبب الأدوار القوية التي قدّمها، وروحه القيادية التي انعكست على كل عمل شارك فيه.
بداية فنية صنعت ملامح جيل
وُلد محمد العلي في مدينة الرياض، وبدأت رحلته الفنية في الستينيات عندما دخل عالم التمثيل من باب المسرح. ومنذ تلك اللحظة، ظهر شغفه الكبير بالفن وقدرته على تقمّص الشخصيات بشكل جعل النقاد يرونه أحد أهم الممثلين السعوديين الذين امتلكوا حضورًا طبيعيًا أمام الكاميرا.
ومع تطور التلفزيون السعودي لاحقًا، انتقل العلي إلى الشاشة الصغيرة وشارك في أعمال شكلت جزءًا مهمًا من أرشيف الدراما الخليجية.
أعمال خالدة في ذاكرة الجمهور
تميّز محمد العلي بتنوع الشخصيات التي قدمها، ما بين الكوميديا والدراما الاجتماعية. ومن أبرز أعماله التي رسخت اسمه:
- طاش ما طاش – حيث قدم أدوارًا مختلفة أظهرت حسّه الكوميدي.
- الغربال – أحد أبرز الأعمال الدرامية التي شارك فيها.
- أيام لا تنسى – عمل اجتماعي لاقى انتشارًا واسعًا في الخليج.
كان العلي يمتلك طاقة تمثيلية متجددة، وهو ما جعله قادرًا على التطور مع الزمن، كما ارتبط اسمه بأدوار الرجل الحكيم، الحازم، أو المثقف الذي يحمل معنى ورسالة.
أسلوبه الفني وتأثيره على الدراما
لم يكن محمد العلي مجرد ممثل يؤدي دوره أمام الكاميرا؛ بل كان أحد الفنانين الذين شاركوا في تشكيل هوية الدراما السعودية الحديثة. فقد عُرف بقدرته على اختيار النصوص بعناية، وبحسّ مسؤولية كبير تجاه الجمهور. ولذلك، اتجه كثير من المخرجين إلى الاعتماد عليه في الأعمال التي تحتاج حضورًا قويًا واحترامًا من الجمهور.
وبسبب أسلوبه المتقن وقدرته على ضبط الإيقاع الفني للعمل، أصبح قدوة للعديد من الممثلين الشباب الذين بدأوا طريقهم في تلك الفترة.
رحيله المفاجئ… وبقاء أثره
رحل محمد العلي في عام 2001، مما شكّل صدمة كبيرة للوسط الفني وللمشاهدين. لكن أعماله ما تزال تُعرض حتى اليوم، وتحقق نسب مشاهدة عالية، لأنها ببساطة كانت أعمالًا خالدة، وُلدت من موهبة صادقة واحترام للفن.
إرث فني لا يُنسى
لا يزال الجمهور يتذكّر محمد العلي باعتباره رمزًا للالتزام، والاحترافية، والابتسامة الهادئة التي ميّزته عن غيره. ترك العلي إرثًا غنيًا ساهم في تأسيس الدراما السعودية، ومهّد الطريق لما نشاهده اليوم من تطور في الإنتاج والأداء.




